مخطط صهيوني لبناء أطول برج استيطاني في القدس المحتلة
مخطط صهيوني لبناء أطول برج استيطاني في القدس المحتلة
الضفة المحتلة_ وكالات
أوضح المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب تفاصيل مخطط صهيوني استيطاني جديد، وخطير، سيُقام على مساحة 2500 متر، إذ تعتزم دولة الاحتلال بناء برج، في منطقة التلة الفرنسية في مدينة القدس.
وصادقت “اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء” في البلدية الصهيونية بشكل مبدئي على المخطط، الذي سيُقام، بين الجامعة العبرية ومستشفى هداسا، على أراضٍ فلسطينية صادرتها سلطات الاحتلال من بلدة العيسوية شمال شرقي المدينة المقدسة، منذ العام 1967.
وبيّن أبو دياب أنّ اللجنة المذكورة “مهمتها التخطيط ووضع الخرائط الهيكلية والمباني الضخمة، بهدف تغيير الوجه الحضاري للقدس، لأن غالبية أعضائها من اليمين الإسرائيلي المتطرف”. وأوضح أنّه سيتم بناء برج من 30 طابقًا مع البنية التحتية، يضم مكاتب ومحال تجارية وفنادق وأماكن ترفيهية ومواقف للسيارات، وشقق لطلاب الجامعة العبرية، ووحدات استيطانية تبلغ نحو 150 وحدة بواقع 100 متر لكل شقة، لجلب المزيد من المستوطنين إلى المنطقة.
وأشار إلى أن بناء البرج الاستيطاني الجديد سيتساوى في الارتفاع مع مخطط “عجلة القدس”، الذي سيقام على سفوح بلدة جبل المكبر جنوب شرقي القدس بذريعة “السياحة”.
ولقي هذا المخطط اعتراضًا كبيرًا من قبل 400 مستوطن من مستوطنة التلة الفرنسية، نظرًا لأن بنائه سيؤدي إلى زيادة أعداد المستوطنين، ما يؤثر على البنية التحتية وازدحام في حركة المرور، بالإضافة إلى تغيير المشهد بالمنطقة، باعتبار أن ارتفاع البرج سيحجب الرؤية.
وقال المستوطنون المعترضون على المخطط إنه تم جمع حوالي ١٠٠،٠٠٠ شيكل لصالح الاعتراضات والمتابعة القانونية، مضيفين “منذ حوالي عام تمكن المطورون بسرعة مذهلة من تغيير استخدام الأرض المصادرة من تجاري إلى تجاري وسكني، وحصلوا على إضافة غير مسبوقة بحوالي 2000% من البناء”. لكن حسب اعتراض المستوطنين، فإن هذا المخطط يفتقر إلى العشرات من أماكن وقوف السيارات، علمًا بأنه يوجد بمستوطنة التلة الفرنسية 19 برجًا، وهناك نقص كبير في أماكن وقوف السيارات.
وعن مخاطر المشروع، نبّهالمختص في شؤون القدس إلى مدى خطورة المشروع الجديد على القدس والمسجد الأقصى المبارك، مضيفًا “من شأنه إحاطة البلدة القديمة والأقصى بعمارات وأبراج ضخمة تحجب الرؤية عن المسجد المبارك”.
وأشار إلى أن “إسرائيل” بدأت فعليًا بإغلاق المنطقة وأفق القدس، من خلال هستيريا المشاريع الاستيطانية المتسارعة بالمدينة، والهادفة إلى محاصرتها بالكامل.
وبحسب أبو دياب، فإن من شأن المشروع الجديد زيادة أعداد المستوطنين بالمنطقة، وسيؤدي إلى تشويه المنظر الحضاري للمدينة وتغيير طابعها العربي الإسلامي، حيث “يعتبر أحد أهم الأهداف الإسرائيلية، وجزءًا من تطويرها وتحويلها إلى مدينة مشابهة لدول وعواصم عالمية”. مضيفًا “قد نرى قريبًا تنفيذ الكثير من المشاريع التهويدية بمحيط القدس والأقصى، تمهيدًا لإغلاق المنطقة أمام الفلسطينيين، فالاحتلال لم يستطع هدم البلدة القديمة والأقصى، لذلك بدأ بخطة لإخفاء معالمهما”.
ويريد الاحتلال استثمار المنطقة مستقبليًا لأجل تنفيذ مشاريع تهويدية ضخمة تخص المستوطنين والاستيطان، سواءً للبناء أو السكن أو إقامة الفنادق والمراكز التجارية، والأماكن الترفيهية وغيرها، وصولًا لإغلاق محيط القدس بالكامل.
وأكد أبو دياب أن إقامة البرج الاستيطاني سيؤثر على بلدة العيسوية وسكانها بشكل كبير، وسيعمل على تحويل الطرق وإعاقة حركة السكان والتضييق عليهم، بالإضافة لاستفزازات المستوطنين اليومية. وبسبب البرج لن يستطيع أهالي العيسوية التمدد جغرافيًا باتجاه الغرب والجنوب الغربي، كما ستغلق الطرق الرئيسة أمام الوصول من البلدة باتجاه أحياء القدس، مثل واد الجوز، شعفاط، البلدة القديمة والمسجد الأقصى.
وبنظره، فإن “إسرائيل” تخطط حثيثًا لتقليل عدد الفلسطينيين بالقدس، وجلب المزيد من المستوطنين، فهي تهيأ الأرض لتحقيق ذلك، ولحسم موضوع الأرض والسكان أيضًا.