صربيا لن تفتتح سفارة لها في القدس إذا اعترفت “إسرائيل” بكوسوفو
صربيا لن تفتتح سفارة لها في القدس إذا اعترفت إسرائيل بكوسوفو
حذر مصدر مقرب من الحكومة في بلغراد الأربعاء من أن صربيا لن تفي بوعدها بنقل سفارتها إلى القدس إذا اعترفت إسرائيل بعدوها كوسوفو، مضيفا أن اعترافا رسميا إسرائيليا بإعلان بريشتينا عام 2008 عن استقلالها من شأنه أن “يدمر” علاقة الدولة اليهودية مع صربيا.
وقال المصدر ل”تايمز أوف إسرائيل”، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، “قد ينتهي الأمر بفوضى حقيقية، ما لم يكن هناك حل وسط بشأن نوع العلاقة التي ستقيمها إسرائيل في نهاية المطاف مع كوسوفو”.
وقال المصدر الصربي إن “العلاقات الدبلوماسية مع كوسوفو هي شيء، والاعتراف بها كدولة مستقلة هو شيء آخر تماما. هذا من شأنه تدمير العلاقة الإسرائيلية-الصربية”.
يوم الجمعة، أصدر مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بيانا قال فيه إن كوسوفو وإسرائيل قررتا “إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين”.
وبدا أن هذا الترتيب كان جزءا من اتفاق بين كوسوفو وصربيا بوساطة الإدارة الأمريكية. وقد وقّعت كل من صربيا وكوسوفو – خصمان إقليميان لا يعترف أحدهما بالآخر – على اتفاقيات منفصلة مع الولايات المتحدة بشأن تطبيع العلاقات الاقتصادية بين الدولتين من البلقان.
وقد تعهدت بلغراد، في اتفاقها مع الولايات المتحدة، بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس بحلول 1 يوليو 2021. وجاء في الاتفاق مع بريشتينا أن “كوسوفو وإسرائيل تتفقان على الاعتراف المتبادل ببعضهما البعض”.
في حفل التوقيع على الاتفاق في البيت الأبيض يوم الجمعة، قال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إنه كانت هناك “معركة كبيرة” بين صربيا والولايات المتحدة حول اعتراف إسرائيل بكوسوفو.
وقال: “اعتقدوا أنه ينبغي علينا دعوة إسرائيل للاعتراف بكوسوفو، وقلنا إننا لا نستطيع فعل ذلك لأن هذا يقوض سياستنا”، وأضاف “قلنا أنه إذا وافقت إسرائيل وبريشتينا على ذلك – فلا بأس. كما قلنا لإسرائيل أنهم إذا احترموا صربيا، فإن بلادنا ستقوم بنقل سفارتها إلى القدس”.
فهم بعض المحللين الإشارة الأخيرة، حول حاجة إسرائيل إلى “احترام صربيا” ، على أنها إشارة إلى أن الدولة لن تنقل سفارتها إلا إذا امتنعت الدولة اليهودية عن الاعتراف بكوسوفو.
وقال آرثر كول، السفير الإسرائيلي السابق لصربيا، لموقع “ميديا لاين”: “قال فوتشيتش إن قرار إسرائيل الاعتراف بكوسوفو لا علاقة له بالاتفاق [الذي تم توقيعه مع البيت الأبيض] وهو قرار يتعلق بإسرائيل، وأيضا أن نقل صربيا لسفارتها إلى القدس مشروط باحترام إسرائيل لمصالح صربيا”.
“هذا تلميح كبير بأنهم لن ينقلوا سفارتهم على الإطلاق”.
الأسئلة الأولى حول التزام صربيا بفتح سفارة في القدس ظهرت يوم الجمعة، بعد أن شوهد فوتشيتش في حيرة من أمره أثناء إعلان االرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المكتب البيضاوي عن أن صربيا وافقت على نقل سفارتها في غضون أقل من عام.
وأظهرت لقطات فيديو لمراسم التوقيع فوتشيتش جالسا على يمين ترامب وهو يتصفح الاتفاق الذي وقّع عليه للتو، ثم ينظر إلى يمينه – على ما يبدو إلى مساعده الواقف إلى جانبه – ويلامس جبهته ويبدو عليه الذهول قبل أن يقوم بترتيب شعره.
انتشرت تكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي مفادها أن الزعيم الصربي لا يعرف ما الذي وقّع عليه للتو، لكنه أوضح منذ ذلك الحين أنه كان على دراية جيدة بمحتوى الاتفاقية.
في حديثه لتايمز أوف إسرائيل، أكد المصدر الصربي، الذي قال إنه التقى بفوتشيتش عدة مرات في الأيام الأخيرة، بما في ذلك بعد مراسم التوقيع في واشنطن، إن نوعا من “العلاقة الدبلوماسية” بين القدس وبريشتينا سيكون مقبولا، ولكن ليس اعترافا رسميا بجمهورية كوسوفو كدولة ذات سيادة.
الوضع القانوني الحالي لاعتراف إسرائيل بكوسوفو غير واضح إلى حد ما. نتنياهو قال مرارا وتكرار إن كوسوفو وإسرائيل اتفقتا على الاعتراف ببعضهما البعض، لكن لم يتم التوقيع على وثائق رسمية لإقامة العلاقات الدبلوماسية.
وقال نتنياهو الجمعة إن “كوسوفو ستكون أول دولة ذات أغلبية مسلمة تفتتح سفارة لها في القدس. كما قلت في الأيام الأخيرة، تتوسع دائرة السلام والاعتراف بإسرائيل ومن المتوقع أن تنضم إليها دول أخرى”.
ولا تنشئ الدول سفارات إلا في البلدان التي تربطها بها علاقات دبلوماسية كاملة.
وقال رئيس الوزراء الكوسوفي عبد الله هوتي يوم الجمعة إنه تحدث إلى نتنياهو عبر الهاتف، و”اتفقنا على إقامة علاقات دبلوماسية”.
وقد أعلن مكتب رئيس الوزراء يوم السبت أنه “بناء على المشاورات التي جرت خلال اليومين الماضيين مع وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي وعناصر أخرى ستقيم إسرائيل وكوسوفو علاقات دبلوماسية”.
من المتوقع أن يتحدث نتنياهو وفوتشيتش على الهاتف يوم الجمعة.
ولم تعلق وزارة الخارجية في القدس وسفارة صربيا في تل أبيب بشكل فوري على هذا التقرير.