توجية تهمة التجسس لصالح حزب الله لشابة من القدس الشرقية
توجية تهمة التجسس لصالح حزب الله لشابة من القدس الشرقية
تم اعتقال ياسمين جابر، موظفة في المكتبة الوطنية بالجامعة العبرية، في شهر أغسطس واحتجازها لأسابيع من قبل جهاز الأمن العام (الشاباك) قبل إعلان التهم ضدها يوم الجمعة.
تايمز أوف إسرائيل/آرون بوكسرمان
22 سبتمبر 2020
قدمت النيابة العامة يوم الجمعة لائحة اتهام ضد ياسمين جابر، من سكان القدس الشرقية، لعلاقتها مع منظمة “حزب الله” في المحكمة المركزية في القدس، موجهة لها تهمة التجسس لصالح حزب الله والسعي لتجنيد مواطنين إسرائيليين عرب للعمل لصالح المنظمة اللبنانية.
بعد اعتقالها لمدة 44 يوما إداريا من قبل جهاز الأمن العام (الشاباك)، وُجهت لجابر تهمتي مغادرة البلاد بصورة غير قانونية، وتهمتي التواصل مع عميل أجنبي، والعضوية في منظمة إرهابية، وحيازة مواد لأغراض إرهابية.
في حين أن العديد من التهم – مغادرة البلاد بشكل غير قانوني والاتصال بوكلاء أجانب – تم توضيحها في ملفات المحكمة، إلا أن لائحة الاتهام لم تحدد المواد التي كانت بحوزة جابر وكانت تنوي استخدامها في هجوم.
وتنفي جابر التهم ضدها؛ وقال محاميها إنه خضعت لعشرين ساعة من التحقيق يوميا لأسابيع وحُرمت من الاستشارة القانونية.
وتصف لائحة الاتهام التي نُشرت يوم الجمعة ما يقول الشاباك إنها لقاءات عديدة مع وكلاء من حزب الله، في لبنان وتركيا.
بحسب لائحة الاتهام، غادرت جابر البلاد في عام 2015 للمشاركة في مؤتمر شبيية ركز على النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني في بيروت. خلال الوقت الذي قضته في لبنان، قامت بزيارة عدد من المواقع التي تديرها منظمة حزب الله، بما في ذلك متحف في جنوب لبنان وقبر ناشط معروف يُزعم أن إسرائيل اغتالته.
ولا تنفي جابر زيارتها للبنان. وفقا لمحاميها، عمر خمايسة، فإن محاولة اتهامها ب”مغادرة البلاد بصورة غير قانونية” هي محاولة سخيفة.
وقال خميسة، “هذه الرحلات إلى لبنان لم تكن سرا. كانت كلها معروفة للسلطات. في الواقع، عندما عادت مع الأشخاص العشرة أو نحو ذلك الذين سافرت معهم، تم الحقيق معهم على الحدود”.
يدعي الشاباك أنه تم تجنيد جابر خلال زيارة لاحقة لبيروت. وزعمت الأجهزة الأمنية أن عميل حزب الله عطية أبو سمهدان دفع تكاليف رحلتها. خلال رحلتها الثانية، عرّف عطية جابر على “رجل مسن” رفض الكشف عن هويته، وقال الشاباك إنه بعد ساعات من المحادثات، أقنعها الرجل الذي لم يكشف عن اسمه بالبدء في التجسس لصالح المنظمة.
وقال جهاز الأمن إنه في اجتماعات لاحقة مع مشغليها في تركيا، تلقت جابر تعليمات لتجنيد نشطاء عرب إسرائيليين لحزب الله داخل إسرائيل. كما تلقت جابر أموالا – حوالي 320 دولارا بالإجمال، وفقا للائحة الاتهام.
واستمرت في التواصل مع مشغليها من خلال الرسائل على وسائل التواصل الاجتماعي التي بدت غير ضارة، لكنها احتوت على تعليمات سرية.
وقال مسؤول رفيع في الشاباك في بيان الخميس، “تحقيق الشاباك هذا… هو نتاج عملية استخباراتية مطولة لتحديد مكان الأفراد الذين يُشتبه في تجنيدهم من قبل حزب الله. هذه خطوة أخرى في جهود مكافحة الإرهاب التي نُفذت في العام الماضي ضد محاولات فيلق القدس [الإيراني] وحزب الله لتجنيد عرب إسرائيليين”.
وتزعم جابر إن علاقتها مع الرجل الذي يصفه الشاباك بمشغلها لا تتعدى علاقة صداقة أو زمالة، لا أكثر، والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، كما قالت للشاباك، ليست أكثر مما تبدو عليها – صور وقصائد.
وقال خمايسة متسائلا، “لماذا عساها تقوم بنشر صور ’سلفي’ مع وكلاء حزب الله إذا كانت تعرف من هم؟”
وزعم خمايسة أن الشاباك استجوب جابر لأسابيع، غالبا لمدة 20 ساعة في كل مرة، وقال إنه لم يُسمح لها بمقابلة محام أثناء احتجازها.
وقال خمايسة، “بعد أسابيع من الاستجواب، والتي وصلت أحيانا إلى 20 ساعة في اليوم ، تمسكت بروايتها. ونتيجة لذلك، فإن لائحة الاتهام تتحدث فقط عن كل هذه الأشياء التي يُزعم أنه ’طُلب منها القيام بها’، دون وجود أي شيء قامت به بالفعل. هذه لائحة اتهام ضعيفة”.
وقد اعترفت امرأة تم اعتقالها مع جابر، والتي يُشتبه بكونها جزء من نفس الخلية التابعة لحزب الله، بوجود اتصالات لها مع المنظمة في إطار صفقة مع الإدعاء.
وتم فرض السجن لمدة 44 يوما إضافيا على تسنيم القاضي، وهي في الأصل من رام الله وعلى معرفة بجابر وتم اعتقالها معها، وغرامة مالية بقيمة 1,000 شيكل (288 دولار).
وزعم الشاباك أن القاضي، المقيمة في تركيا، عملت كوسيط يين جابر وحزب الله. وتم اعتقالها في 4 أغسطس واحتجازها إداريا دون السماح لها بالاستعانة باستشارة قانونية حتى صفقة الإدعاء يوم الجمعة. إلا أن لائحة الاتهام التي تم تقديمها يوم الجمعة لا تشير إلى اسم القاضي على الإطلاق.
وقال الشاباك في بيانه الخميس إن “[القاضي] عملت كحلقة وصل الوحدة مع جابر، كجزء من قنوات اتصال سرية استخدمتها الوحدة الإرهابية لمنع كشف أنشطتها لعناصر في إسرائيل، وحتى أنها تلقت أموالا منهم”.
وقال خمايسي إن الحكم المخفف نسبيا على القاضي لاتصالاتها مع حزب الله أظهر أن التحقيق هو مجرد “لعبة”، وتلعب فيه جابر دور “كبش الفداء”.
وقالت المكتبة الوطنية في الجامعة العبرية بالقدس، حيث تعمل جابر، “تفاجئنا من أن موظفتنا، ياسمين جابر، مشتبهة بارتكاب مثل هذه المخالفات الخطيرة”.

وقال متحدث بإسم المكتبة الوطنية يوم الخميس: “لم تطلعنا الأجهزة الأمنية خلال الأسابيع الماضية على خبر اعتقالها. المكتبة ستساعد بكل طريقة ممكنة في التحقيق في حال طلب منا ذلك”.
يوم السبت، دافعت مجموعة طلابية فلسطينية ساعدت جابر في تأسيسها خلال دراستها في الجامعة العبرية عن الشابة، ووصفتها بأنها “إنسانة جميلة متفانية مجتهدة محبّة لأهلها ولأصدقائها ومدينتها، وتسعى لخدمتهم بعطاء وسخاء”.
وقالت مجموعة “سير وصيرورة” الطلابية في بيانها، “إن كلّ من يحمل الهمّ الوطني الفلسطيني ويأبه بمجتمعه كما هي ياسمين يشارك في نشاطات مجتمعية وتثقيفية تهتم بالشأن الفلسطيني ومن الطبيعيّ أن يتعرّف على أصدقاء جدد دون أن يعلم طبيعة عملهم. نصدّق رواية ياسمين، لأنّها الأقرب ألف مرّة إلى ياسمين التي عرفناها ونعرفها جيّدا”.