قرار بتقديم الشرطي الذي أطلق النار على إياد الحلاق في القدس للمحاكمة بتهمة الإماتة بالتهور

قرار بتقديم الشرطي الذي أطلق النار على إياد الحلاق في القدس للمحاكمة بتهمة الإماتة بالتهور

الشاب المصاب بالتوحد قُتل في شهر مايو بنيران شرطة حرس الحدود الإسرائيلية التي تزعم أن عناصرها ظنوا خطأ أنه ’مخرب’

آرون بوكسرمان

أعلنت وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة (ماحش) التابعة لوزارة العدل يوم الأربعاء أنه سيتم تقديم شرطي حرس حدود، الذي قتل شابا فلسطينيا مصابا بالتوحد في البلدة القديمة بالقدس في أواخر شهر مايو بعد أن ظن خطأ أنه منفذ هجوم، للمحاكمة بتهمة الإماتة بالتهور، في انتظار جلسة استماع.

وكان إياد الحلاق (32 عاما) في طريقه من منزله في القدس إلى مؤسسة تعليمية عندما لاحظ شرطيان، كما يزعمان، “جسما مشبوها” في يده. وفقا لبيان “ماحش”، تلقى الشرطيان معلومات بأن هناك “مخرب” في المنطقة.

وبدأ الشرطيان، أحدهما قائد في شرطة حرس الحدود، بمطاردة الحلاق وامراه بالتعريف عن نفسه، لكن الحلاق، الذي أصيب بالذعر كما يبدو، فر من المكان. وبدأ الشرطيان بمطاردة الحلاق في شوارع البلدة القديمة قبل أن يحاصراه في غرفة قمامة ويطلقا النار عليه.

على الرغم من العديد من الكاميرات في مكان الحادث، لم يتوفر دليل بالفيديو على المطاردة أو على حادثة إطلاق النار، وفقا لماحش.

وصرحت ماحش أن”الحادث وقع داخل مجمع تابع لبلدية القدس وتديره شركة تنظيف خاصة. الكاميرات في الداخل لم تكن موصولة بالكهرباء. ولهذا السبب لا يوجد توثيق لحادث إطلاق النار”.

ولم يذكر البيان أن الحلاق كان برفقة مرشدته، وردة أبو حديد، التي قالت أنها أبلغت الشرطيين مرارا أنه معاق.

وقالت أبو حديد لوسائل إعلام إسرائيلية إنها أخبرت أفراد الشرطة أن الحلاق معاق ولا يمكنه فهم أوامرهم، لكنهم تجاهلوها على الرغم من صراخها المتكرر “أنا معه، أنا معه”، وفقا لإفادتها.

وقال متحدث باسم ماحش: “الحلاق لم يشكل أي خطر على الشرطة والمدنيين الذين تواجدوا في المنطقة، وأن الشرطي قام بإطلاق النار بشكل مخالف لأوامر الشرطة، المعروفة له جيدا، ولم يتخذ بدائل تلائم الحدث”.

من ناحية أخرى ، أشار المحققون أيضا إلى الأجواء المعقدة والمتوترة للبلدة القديمة، فضلا عن حقيقة أن الشرطيين تلقا بلاغات فورية عن وجود “مخرب” في المنطقة.

يوم الأربعاء تم استدعاء عائلة الحلاق لاجتماع مع ماحش، حيث تم إبلاغها بالقرار في تقديم الشرطي للمحاكمة.

ولم يتم تقديم قائد الشرطة، الذي شارك في المطاردة وكان حاضرا عند إطلاق النار على الحلاق، للمحاكمة.

وقال المتحدث باسم ماحش: “بعد فحص جميع ملابسات الحادثة، تقرر تعليق محاكمته، حيث لم يعكس تصرفه أي مخالفة جنائية”.

وقال أورون شفارتس، الذي مثل شرطي حرس الحدود، في مكالمة هاتفية مع “تايمز أوف إسرائيل”: “لقد تصرف كما هو متوقع منه تماما في هذه العبوة الناسفة المسماة الشرق الأوسط: لقد طارد شخصا اعتقد أنه مخرب، الذي تعرض في النهاية لإطلاق نار. هذه مأساة بالطبع، وقلوبنا مع العائلة”.

وقال شفارتس إنه يتوقع أن تقوم العائلة بتقديم التماس على القرار وأنه “في نهاية المطاف، سينتهي بنا الأمر في المحكمة العليا الإسرائيلية”.

وأشاد وزير العدل آفي نيسنكورن ما وصفه بـ”التعامل المهني مع القضية” من قبل وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة.

وقال نيسنكورون إن “مقتل إياد الحلاق هو مأساة مروعة. لا يوجد شيء يمكن أن يخفف ألم العائلة. في حين أنه ينبغي علينا دعم قوى الأمن التي تحمينا بأجسادها، علينا أيضا أن نحرص على عدم الخروج عن المعايير الأساسية للأخلاق”.